"حبل مشنقة" هي خاطرتنا اليوم، السلام عليك زائرنا الكريم مدونتك مجالس الإخوة Majalis-Al-ikhwa يزيد بهاءها بمتابعتك لها، وبعد أن كنت معها بخاطرة "شفا فرحة" سيكون مجلسنا اليوم مع خاطرة جديدة عسى أن تنال إعجابك فمرحبا بك مع خاطرة "حبل مشنقة"، للأستاذة : مروة صالح.
خاطرة : حبل مشنقة |
حبل طفولتها السعيدة
في الظهيرة عادت من مدرستها ، تناولت الغداء ثم تراقصت مع القيلولة ، واستيقظت بنشاط لتستعد للحظة المرح مع صديقاتها وتلعب الغميضة المفضلة عندها ؛ فهي تجيد الاختباء ؛ لذا فإن الفوز حليفها.
لكنها أخفقت هذه المرة، فقد دخلت للاختباء في بئر قديمة قريبة من بيت أحد الأغنياء ، سمعت تهديده ووعيده ، لم تعبأ لذلك ، همّت بالخروج لتعلن لهم فوزها ، لكنها سمعت صوتًا من ذلك البيت ، تأملته جيدًا ، كان بعيدًا ، اقتربت شيئًا فشيئًا ، إنه صوته هي متأكدة ، كذّبت أذنيها ، ما الذي سيأتي به هنا ؟
دققت في الكلام وإذ بهما يتفقان على المال وتحديد يوم العرس ، حاولت أن تسترق النظر إلى جانب السمع ، شاهدت والدها يستلم أموالًا من ذلك الرجل الضخم ، الذي بدى كوحش مفترس ، فزادت دهشتها.
حبل مشنقة لف براءتها
تلعثمت والدتها وبدت حزينة مكبدة بالألم من جور الحال الذي يعانونه!!
أخذت الورقة والقلم لتحصي الديون المثقلة كاهلهم بها ، وخططت لشراء كراسة رسم ظلت تحلم برسم مستقبلا جميلاً ، لم تستطع والدتها إخبارها بالحقيقة المُرّة ، وهي تشاهد ابنتها تبتسم بسعادة ، لم تكن تعلم أن تلك الأموال الكثيرة هي ثمن زفافها والتخلي عن طفولتها والغميضة لصالح ذلك الرجل الغني الذي سيصبح زوجها في الغد بعد أن دفع المهر.
عادت للبيت مهرولة ناسية اللعب ، تحدّث والدتها عمّا رأته ، خاصة المال والحبل.
دخل والدها يحمل أكياسًا ، هرولت نحوه ، فأخبرها بأن عليها أن ترتدي ذلك الثوب الأبيض وعليها الذهاب للسكن في قصر ذلك الرجل الذي أعدته قبرًا حرمها اللعب وطلب العلم .