"شفا فرحة" هو عنوان خاطرتنا اليوم، السلام عليك زائرنا الكريم مدونتك مجالس الإخوة Majalis-Al-ikhwa يزيد بهاءها بمتابعتك لها، وبعد أن كنت معها بخاطرة "وفاة معلمي" سيكون مجلسنا اليوم مع خاطرة جديدة عسى أن تنال إعجابك فمرحبا بك مع خاطرة "شفا فرحة"، للأستاذة : مروة صالح..
خاطرة : على شفا فرحة |
فرحتي الصباحية
استيقظتُ ظهرًا على غير عادتي! ما الذي حدث؟ قبل أن أحاول النهوض شعرت بحرقة في حلقي ، حاولت البلع لكنه كان صعبًا ، تحسست جسدي فإذا حرارته مرتفعة ، تلتها عطسات متتالية .
سددت فمي لكي لا يسمعني أحد ، لم يخطر ببالي شيء تلك اللحظة إلا ذلك الكورونا لم أعرف هل قرر زيارتي؟! أم أنه جاءني على غير موعد .
همست لنفسي: ربما حان دوري ، لكني متأكدة بأني قد نمت و أغلقت النوافذ والأبواب بإحكام ، ونظفت يدي وعقمتها جيدًا حتى بات المعقم يصاب بالرجة من كثرة ما حاولت استخراج أكبر قدر منه ؛ لأتأكد بأنهما نظيفتان.
لا لا ليس الكورونا ربما انفلونزا عادية ، لكن الحمى ارتفعت حتى صرعت رأسي بصداع شعرت به يخترق العينين .
بدأت أبكي ماذا أعمل؟ هل أعزل نفسي أم أخبر أهلي؟
لا، لا أريد أن أخيفهم ! لكن ما العمل ؟! كيف يأتيني الكورونا من حضرموت وأنا في صنعاء ؟
لا لا ليس هو ربما تخيلته فقط ، حاولت رسم ابتسامة وتظاهرت بأنه انفلونزا ، لكن ظهري لم يتقبل ذلك خاصة عندما حاولت الجلوس ، ماذا جرى له؟! يا إلهي أشعر بوجع لا يُطاق؟! كيف الحراك؟! ما الحل الآن؟ لا عذر لي بعد هذا ؟! لكن لحظة ! الكورونا لا يعرف بأنه مجرد فيروس لا يُرى !! لو كان يرى حالي لقام برثائي قبل أن أعزي نفسي بالرحيل !
لا لا ليس هو فهو لا يعلم كمية الكورونات الموجودة في اليمن ، ومع ذلك ما زلنا على قيد الأمل وسننجو ، فأرواحنا بيد خالقنا والأجل المحتوم سيكون !
تأملت برهة: كيف لي أن أموت الآن؟! هل جاء يذكرني بذلك الحبيب الذي قصمت ظهره بطلباتي ولم يتوانَ للحظة عني ؟ أم تلك الجنة التي تغرقني بدعواتها ؟ أم ذلك الوطن المكورن قبل مجيئه بأعوام ؟
ارتعشت يداي ولحقتها قدماي ، ماذا يجري الآن؟! لم أعد أستوعب ! تشنجات ضربت أعضائي ، أصبت بالإغماء ، صحوت بعد تلك الصفعة التي أيقظتني !! لم أعرف لماذا يتم ضربي هكذا ؟! وأسمع أحدهم يقول :اخرج.. اخرج..فتحت عيني أريد أن أسأل من الذي يخرج؟
فرأيت نفسي مربوطة يحيط بي إخوتي ، اعتقدت أني في غرفة الحجر الصحي ، وظننتهم يخرجون الكورونا !! ربما هذا لقاح جديد ومستعجل ، سيجعلني أشفى منه ، وجاء وقت وضع الصاعق على جسدي ؛ ليتأكدوا من خروجه.
فهرعت من المنظر ، وصحت بأعلى صوتي أني بخير!!كانت السعادة تملأ من حولي ما عداي ، فقد هلك جسدي من الضرب ، وأمسكت دموعي حتى لا يعاودوا إخراج من يبحثون عنه !!
لم أفهم الموضوع حتى عدت للمنزل محمولة ، أردت السؤال لكن خشيت أن أعاد لذلك الحجر الغريب ، زادت العطسات فكتمت أنفاسي هذه المرة أكثر وأخذت المرآة ، فإذ بأنفي يزداد احمرارًا ، لم أعرف! هل تم طهيه حتى نضج في ذلك العزل؟!
ارتخت أعصابي وبدأ النعاس يغشاني ، لم أستطع التحكم بعيني كنت أحاول فتحهما خوفًا من أن يشعروا بألمي أو يسمعوا عطاسي ، فتظاهرت بفتح الهاتف ، وجدت رسائل كثيرة لم تتوقف مذ فتحه حتى اللحظة لم أعد مستغربة ، كل ما حدث لي غريبٌ منذ أن صحوت ، ما خشيته أن خبر مرضي انتشر وهم الآن يخففون من ألمي !! يا إلهي بمَ سأجيبهم ؟! وهل أخبرهم أو أكتم الأمر؟ !
فرحتي مع أحبتي
أردت التجاهل لكن ما أثارني أن أغلبية الرسائل كانت ملصقات ظاهرة ، ففتحت إحداها ، فإذ بها تهنئة بمناسبة يوم ميلادي بعد العقد الثالث من عمري ، فتذكرت أني سأحتفل بعد أيام وما حدث لي في الأعلى كان مجرد خوف وخيال سرحت به لألفت أنظاركم ، فقد قررت أن أحتفل بعيد ميلادي وأنتم معي ، فمن قرأ نصي هذا وهنأني فله الشكر ، ومن أرسل هدية فله شكر مضاعف ، ومن تجاهل الرد فلا عتب عليه ، ومن ابتسم وصمت فليدعُ الله أن يصلح حالي .
وختاما يكفيني أني نشرت لكم السعادة التي افتقدناها هذه الأيام ، فعلينا أن نبحث عنها ، ولا يملكنا الخوف واليأس والله ربنا ، وما دام الموت سيأتينا ، فلنعش حياتنا بسعادة ولو كانت على شفا فرحة ، ولا نبحث عن الألم فننفخه فيصير كورونا يصوره خيالنا أكثر مما أصابنا ، فالحمد لله على العافية ولنحافظ عليها ونتحمل الحظر ، والرحمة للموتى .
مروة_صالح
١٨-٤-٢٠٢٠م
٢٤-٨-١٤٤١ه
18/04/2020