السلام عليك زائرنا الكريم، مدونتك مجالس الإخوة Majalis-Al-ikhwa يزيد بهاءها بمتابعتك لها، وبعد أن كنت معها بمقال عن محبين للنبي، سيكون مجلسنا اليوم مع مقالة عن"بصمة العمل بأعمالنا"، فمرحبا بك.
عمرنا وبصمة العمل |
عمرنا الدنيوي والعمل
من أجمل ماسمعت اليوم، أن لكل مخلوق منا بصمته الشخصية، بصمة عمل خاصة به، هو مكلف وسيضعها قبل رحيله.
فلنجتهد بوضعها بالخيرات وتجنب السيئات، وإلا فإن جئنا ورحلنا دون الفوز بها، فذاك هو الخسران المبين، فلابد من البحث عن بصمتنا الخيرة التي جئنا بها كعباد لرب الخيرات.
فلن نقبل أن نكون كالبهائم، ويكون شريط حياتنا أكل وشرب ونوم وإنتهى! ونعتبر أنفسنا حينها حملنا الأمانة وأعطيناها حقها.
عمرنا مبارك بفعل الخيرات
لابد من عمل الصالحات فوق الأرض، ولو بكلمة طيبة، وإلا ماكنا سنسأل عن عمرنا فيما أفنيناه، فلنعلم أننا مراقبون طيلة يومنا وبكل تحركاتنا.
فليصلح كل منا بمجاله قل أو كثر، ببيته ومع أهله وبعمله..وتحت أي مسمى، فلابد وأن يجد المهتم لأمر نفسه أنه أمام خيارين: أن يصلح أو يفسد، والمفلح من تنبه وكان من المصلحين.
وربما يستصعب الانسان الإصلاح، ويستسهل مردوده، مع أنه سر سعادته الداخلية، فيكفي أن يتخطى أولى درجات تحمل مسؤولية خطواته، حتى يحس بنفسه يعتلي سلم الطمأنينة والسلام الداخلي.
فهاهو حينها عنده هدف سامي يعيش من أجله، وعنده مبادئ تؤطر سيره، فهو مراقب لخطواته، وبداخله طمأنينة وسعادة، ومشحون بطاقة قوية لفعل الخيرات وكسب الحسنات، واعتلاء الدرجات، ليس كمن يعبث هنا وهناك، وتتقادفه الإضطرابات النفسية، حتى تتلقفه المنية من حيث لايدري.
حين نتوصل لوضع بصمتنا الخيرة التي جئنا بها، والتي هي بداخلنا على شكل موهبة، نتقنها وتسعدنا و نسعد بها غيرنا ونصلح بها في الأرض، والتي لا يهم مقدارها، المهم أنها خير وأننا سعداء بها، وهي خير نقابل به ربنا يوم الحساب، فستعيش عمرنا بعيدا عن الإكتئاب ووساوس الملل.
عمرنا والأسئلة المحيطة به
إنها ثلاث أسئلة تطرح نفسها علينا بإلحاح:
●من أين أتينا قبل أن يبدأ عمرنا هذا؟
●ولما أتينا ليبدأ ؟
●وإلى أين سنذهب عندما ينتهي؟
والأكيد مدام لا يد لنا بمجيئنا، ولا يد لك برحيلنا، فالأهم هو السؤال التاني الذي يخص مسؤوليتنا، مع أننا كمؤمنين، نعلم أنه بأمر من الله جئنا، وبأمر منه سينتهي توقيتنا، ونعلم أننا لم نخلق عبثا، وإنما نحن خلفاء الله بالأرض، خلقنا للعبادة، قال تعالى:
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}
وعنه ﷺقال: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:
{يَا ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلَأْ صَدْرَكَ غِنًى وَأَسُدَّ فَقْرَكَ، وَإِلَّا تَفْعَلْ مَلَأْتُ صَدْرَكَ شُغْلًا وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ}
والعبادة كما عرفها إبن تيمية رحمة الله:(إسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال، والأعمال الظاهرة والباطنة، كالخوف، والخشية، والتوكل، والصلاة، والزكاة..... فالصلاة عبادة، والصدقة عبادة، والحج عبادة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عبادة، وكل ما يقرب إلى الله من قول، أو فعل، فإنه عبادة).
فهي إذا شقين الأول: في القلب وصلاحه ومنها التوكل، والإخلاص، والمحبة، والإنابة، والرجاء، والخوف، والخشية، والرضى، والصبر و نشر السلام والمحبة ...وكل الخيرات
و التاني:بالجوارح وإجتهادها وهي فعلية مثل: الصلاة، والصيام، والزكاة، والحج، وقولية مثل الذكر، وقراءة القرآن، والاستغفار، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
خاتمة
وكثيرا مايغفل العبد عن الشق الأول ، المتمثل في الشق الحياتي والمعاملاتي مع أخوه الإنسان ، مع أنه الجانب الأهم لقبول الأعمال ، وذلك أن الله عز وجل بكتابه جعلهما شقين متلازمين بالأيات ، فما نجد الذين آمنوا إلا ومعها وعملوا الصالحات ، فلابد من عمل الحسنى والخيرات، ولابد من كوننا مؤمنين من أن نكون عباد مصلحين ومفيدين على هذه الارض، فلا يكون شغلنا الشاغل نفسنا وبعدنا الطوفان، وإلا ضعنا من حيث لا ندري لأننا حينها ضيعنا قيمة الصلاح بعملنا المحتسب عند الله.
فليكن محور حياتنا الإصلاح وعمل النفع، ولنمشي وأخلاقنا عنوان لنا، لتبين أعمالنا أننا حقا سمعنا وأطعنا.
☆☆☆☆☆☆☆☆
كتبت بصيف كورونا
12/08/2020
Written in summer of Corona