recent
أحدث المجالس

القصص الأمازيغي وقصتنا التانية : "قدرة قادر" Amazigh Tales 2-

القصة الأمازيغية التانية ، السلام عليك زائرنا الكريم مدونتك مجالس الإخوة Majalis-Al-ikhwa يزيد بهاءها بمتابعتك لها وبعد أن كنت معها بقصتنا الأمازيغية الأولى سيكون مجلسنا اليوم مع قصتنا التانية "قدرة قادر" المصاغة ترجمتها باللغة العربية ، فمرحبا بك.

<script> var meta=document.createElement("meta");meta.setAttribute("content", "قصة قصيرة عن الحيوانات بالامازيغية مكتوبة، السلحفاة بالامازيغية، غزلان الليل حكايات أمازيغية pdf، نصوص باللغة الأمازيغية، قصة قصيرة بالامازيغية مكتوبة بالفرنسية، كتب أمازيغية قديمة، قصة جحا بالامازيغية مكتوبة، قصة القدر والمعجزات، قصة الأقدار، قصص الجنوب الشرقي، قصص أمازيغي قصة مكتوبة بالامازيغية مضحكة قصص أمازيغية أسطورية"),meta.name="keywords",document.getElementsByTagName("head")[0].appendChild(meta); </script>
القصص الأمازيغي 

 القصص الأمازيغي ويومها المحدد  

أصبح للقصص الأمازيغي لدي يومها المنتظر ؛ إنه يوم  عطلتي ، يوم السبت الآن له ذكرى مميزة عندي عن باقي أيام الأسبوع .
فها نحن باليوم الموعود ، وأنا أتساءل مع نفسي عن القصة التي سيقصها جدي الليلة؟ إجتمعت الأسرة بعد وجبة العشاء، فقد صار الكل يشاركني الإستماع للقصص.

القصة الأمازيغية : "قدرة قادر" 

فأخبرنا جدي أنه يحكى قديما عن إمام شاب بمسجد إحدى القرى الأمازيغية ، بعد أن كان إماما عاديا ، يسكن بغرفة مجاورة للمسجد ويصلي بأهل القرية كغيره من الأئمة .
ويتشارك معهم الحياة كإنسان عادي ، صار إنسان غريب الأطوار معتكفا بالمسجد ، لا يتركه ليل نهار ، ولايقبل أن يفارقه أبدا .
يظل فيه راكعا ، ساجدا ، أو منظفا ومرتبا له ، أو جالسا بأحد أركانه يتلو مصحفه متخشعا ، ولم يعد يخالط أهل البلدة ، وإن خاطبوه أجاب بالحمد لله ، أو سبحان الله ، أو لا إله إلا الله ، أو قد تسمعه يتمتم بأذكاره وهو جالس تحت شجرة بباب المسجد .
وكانوا يتناوبون على طعامه اليومي ، ويلقبونه بقدرة قادر ، لدرجة لم يعد أحد يذكر إسمه الحقيقي والسبب في ذلك التحول ، مصادفة غريبة عاشها غيرت حياته رأسا على عقب .

"قدرة قادر" والتساؤلات 

قال جدي أن أهل القرية علموا أنه بفجر أحد أيام الشتاء الشديدة البرودة ، بينما هو بالمسجد يستعد للوضوء وقعت واقعته المهولة .
فقد كان المتعارف عندهم أن أول من يصل المسجد من المصلين ، يقوم بإشعال النار تحت القدر الكبيرة المتواجدة هناك لتسخين ماء الوضوء وتحضيره للمصلين المتوافدين .
يومها كان الإمام أول من وصل ، وبينما هو ينتظر أن يسخن الماء بالقدر ، تساءل مع نفسه عن قدرة الله في خلقه ، وتابع تفكيراته متسائلا مع نفسه عن حدود قدرة الله الذي يقول للشيء كن فيكون ، فهل ياترى سيقدر أن يحوله من رجل ناضج لطفل صغير؟ أو يحوله مثلا من رجل لإمرأة ؟ أو..وقبل متم سؤاله الأخير . 

 "قدرة قادر" والأقدار 

سمعت زوجها يناديها ، وهي تعدل وضعية القدر على النار ، إستغربت حالها ؟! فإذا بزوجها يعاود النداء ويطالبها أن تأتيه بالطعام داخت من وضعها ، ولم تفهم مابها !
جاءته بالأكل وجلست تستمع لما يقول واجمة ، ثم تنبهت أنه أتم إفطاره ، وإذا به يخبرها أنه سيرافق جارهم النجار طيلة اليوم ولن يعود بالظهيرة للغذاء ، خرج الزوج تذكرت القدر ، أسرعت لإزالته من على النار ، فإذا بالماء يتطاير من الغليان .
إلتفت فإذا بجاره وصديقه المقرب إليه واقف يناديه ليتنبه ، إستغرب وانتفض وألقى الإناء الذي بين يديه وكان سيملئه ليتوضأ ، أسرع هاربا لغرفته المجاورة للمسجد ، دخلها وإندس بفراشه يهتز من الحمى من أثر الصدمة .
تبعه الجار متسائلا مالموضوع ؟ أخذ يقص عليه كل ما حدث...طمئنه صديقه أنها مجرد تهيئات وماعليه إلا أن ينسى...مرض على إثر الحادثة مدة من الزمن ، ثم حاول التماسك ومرت الأيام .

"قدرة قادر" واللقاء المرعب  

وبعد ثلاثة اشهر أزهرت الأرض ، وبدأ تنقل العباد بالبلاد لكسب الرزق ، وجاء وفد من التجار من بلاد بعيدة ، وكان المتعارف عندهم حينها ، أن الغرباء بعد صلاة العشاء بالمسجد ، تتم إستضافتهم بالتوزيع على أهل البلدة للعشاء والمبيت . 
وبنهاية الصلاة لذلك اليوم ، إلتفت الإمام كعادته بجلسته جهتهم يدعو ويسبح تسابيحه الأخيرة ، فإذا بعينه تقع على واحد من التجار الغرباء ، فصعق بمجلسه وحاول أن يتماسك ، إلا أن الآخر أيضا ظل شاخصا بنظره تجاهه .
ولما وقف الجميع للخروج وكل واحد من أهل البلدة يحاول أن يرافق أحد الغرباء معه ، هذا الغريب إتجه جهة الإمام وعرض نفسه ضيفا عليه ، فتدخل أهل البلدة و أخبروه أن الإمام لا يحب كثرة الكلام ، فلا داعي لإزعاجه فسيرافقه أحدهم .
إلا أنه قال لا والله لن أزعجه ، فقط إرتحت لقرائته بالصلاة ، وأريد أن يسمعني المزيد من القرآن ، أشار إليهم "قدرة قادر" أنه سيرافقه ، فهو وجاره المقرب ضيفاه الليلة ، إستغرب الكل تجاوبه معه ، وأسرع جاره المقرب بإتجاه غرفة الإمام لإضاءتها للضيف وللإمام .

 "قدرة قادر" وكشف المستور

وماأن دخلوا الغرفة ، حتى قال الضيف : (بالله عليك ياشيخ ! إسمح لي وإسمع مني ، أريد أن أفضفض لك بهمي ، فمنذ أن وقعت عيني عليك أحسست أن الحل عندك) .
فقال له الإمام : (إجلس أولا يا أخي ، وكيف يكون عندي أنا شيء ؟! وأنا العبد الفقير ؟ كل شيء بأمر الله  ولاشيء عندي أوعندك ) .
فقال له الغريب : (أجل أعلم ذلك ، والله عليم بنا أجمعين ، لكني من أربعة أشهر مضت ، وبعد مرور شهر من زواجي إختفت زوجتي ، وخشيت أن يفتضح أمرها وتتداولها الألسن ) .
 ثم تابع قائلا : (فقررت أن أبحث عنها سرا ، وأخبرت الأصدقاء أننا مسافرين لزيارة الأهل ، لأنني وهي كنا غريبين بتلك البلدة ، و تركت القرية ليلا ، ومنذ ثلاثة أشهر وأنا أتنقل متنكرا بين القرى ، لعلني أصادفها أو أجد خبرا عنها) .
فسأله الإمام : (وكيف لي أنا أن أساعدك بهذا الأمر ؟) فأجابه الغريب : (والله لاأعرف !! لكني منذ أن إلتقت نظراتنا بالمسجد تذكرتها ، ووالله لو لم تكن رجلا لقلت أنك هي) .
وهنا إنفجر الإمام وجاره باكيين فإستغرب الغريب بكاءهما !! فأجابه الإمام : ( أنا هي ، وإن الله على كل شيء قدير) ، فزاد إستغراب الغريب ؛ ومانطق بكلمة واحدة بعدها ، وأخذ الإمام يحكي قصته مع تساؤلاته الجاحدة حول قدرة الله عز وجل ...
وهنا تساءل الغريب :( لكنني خطبتك من أهلك ، وبعد سنة كان زواجنا ، وأنت تقول وضعت القدر فوق النار ، وتزوجتني والماء لم يغلي بعد ، ورجعت والماء يغلي والقدر تفور ماءها) . لكن جار الإمام قاطعهم : (كفاكم تساؤلات بأمور هي عنا أكبر ؛ إنه الله وهو على كل شيء قدير) .
فقاما الثلاثة تلك الليلة راكعين ، ساجدين ، لم يغمض لهم جفن إلى الفجر ، وبالمسجد أخبروا الكل قصتهما لتكون عبرة لمن يعتبر .
وتوادعا بعد الصلاة ، وكل منهما يدعو بالخير للآخر ، ومن يومها و"قدرة قادر" تغيرت أحواله ، وكل من يراه يحسه بعالم آخر بعيد ، هناك حيث الأقدار تتجارى في سباق مع الزمن ، فسبحان الله العلي القدير .

خاتمة

وهكذا تمت القصة ، وسألت جدي هل هي واقعية ، فأجابني أنهم توارثوها عن أجدادهم ، والله على كل شيء قدير .
وهنا قلت له: (ماكل هذا ياجدي!! إن الخيال الأمازيغي عجيب وجميل ، تصوير قوي لتجعلوا أبنائكم يصدقون بقدرة الله .
لكنكم محقين! إنه الله ربنا الذي يقول للشيء كن فيكون ، و هذاك الغريب ربما خلقه الله ليعطي الدرس للإمام وغيره من الجاحدين ، مثلما هو الحال مع أصحاب الكهف ، ماكانوا خلقوا إلا لقصتهم تلك ، ولله في خلقه شؤون).
فضحك جدي وقال: (كم أنتم جيل عجيب ، أنا حين سمعتها من جدي بهذاك السن ، كان همي ماذا سيقول الغريب لأهل القرية عند عودته) .
فأجبته : (أنه سيخبرهم أن زوجته مرضت بسفرها ، وتوفيت عند أهلها ، هذا إن لم يعتكف هو الآخر واعتزل العالم بغرفته مثل قدرة قادر!) .
ضحك الكل من فكرتي ؛ وضحكت منها ، واستسلمت لنوم مريح بعد قصة جدي التانية .

☆☆☆☆☆☆☆☆
كتبت برمضان الكورونا
1441/2020
Written in Ramadan Corona

 

author-img
☆▪ᵖʰᶤˡᵒˢᵒᵖʰᶤᵃ▪☆

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent