السلام عليك زائرنا الكريم، مدونتك مجالس الإخوة Majalis-Al-ikhwa يزيد بهاءها بمتابعتك لها، وسيكون مجلسنا اليوم مع "أول ظهور كورونا"، وأجواءها المربكة لنا ولأبناءنا، فمرحبا بك.
فيروس كورونا كوفيد19
إنه كورونا ، رجحت السلطات في الصين أن هذا الفيروس ينتمي إلى عائلة فيروسات كورونا ، وهي ستة أنواع ، و تنتقل عدواها بين البشر حتى الآن ، وبإنضمام هذا الفيروس المستجد صار عددها سبعة ، و من الأمراض التي تسببها :
الزكام والإلتهاب التنفسي الحاد الوخيم"السارز ".
ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية "ميرز ".
تم التعرف على هذا النوع الجديد من الفيروسات التاجية ، بعد أن تم الكشف عليه كمسبب لإنتشار أحد الأمراض ظهرت بالصين في أواخر ديسمبر 2019 ويعرف الفيروس الآن بإسم: فيروس المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة كورونا 2 (سارز كوف2) ، ويسمى المرض الناتج عنه :مرض فيروس كورونا 2019 كوفيد19 .
تصنيف فيروس كورونا كجائحة
في 11 مارس/آذار 2020 ، أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها صنفت مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد 19) كجائحة ، وكان بيان المدير العام للمنظمة الدكتور تيدروس أدهانوم واضحا حين قال
"في الأسبوعين الماضيين زاد عدد حالات فيروس كورونا خارج الصين 13 مرة ، وتضاعف عدد الدول المتضررة ثلاث مرات ، وهناك الآن أكثر من 118 ألف حالة في 114 دولة ، وتوفي نتيجة المرض 4291 شخصا.
وأضاف أنه :في الأيام والأسابيع المقبلة نتوقع أن نرى عدد الحالات وعدد الوفيات وعدد الدول المتضررة يرتفع أكثر و نشعر بقلق بالغ من مستويات الانتشار والخطورة المقلقة ، وكذلك من المستويات المقلقة للتقاعس عن العمل...لذلك أجرينا التقييم على أنه يمكن وصف كوفيد-19 بأنه جائحة
(pandemic).
فيروس كورونا والقلق العالمي
إنه إذا كورونا ، الفيروس المرعب الذي داع صيته بين ليلة وضحاها ، ليصل كل البقاع خبره إنه القلق والرعب ، إنتشر بمجتمعاتنا مع تفشي فيروس كورونا ! وطبيعي جدا أن ينعكس بالتالي على أبناءنا مع إختلاف طرق التعبير عن هذه المشاعر بحسب فئاتهم العمرية ، وتبعاً للإختلافات الفردية بين طفل وآخر.
أطفالنا وجائحة كورونا
وهذه نماذج من ردود أفعال أطفالنا ، تبين مدى الضغط النفسي الواقع عليهم بهذه الآونة ، فهذا أحدهم صاح بأسرته وهم مجتمعين يتداولون جديد الأخبار: (يكفي لا أحب سماع إسمه) .
فحتى الصغار كرهوه مما أحدثه من بلبلة وسط الأسر ووسط الأوطان بل ووسط المعمور ومؤكد كل أطفال العالم مثله.
مع أنهم لا علم لهم بحجم ماأحدثه كورونا من خسائر مادية لحقت بمصالح الكثيرين بأرزاقهم المعيشية ، كمالا علم لهم بما أحدثه من جروح نفسية بإختطافه المفاجئ للآخرين ، لكنهم بفطرتهم البريئة أحسوا قبحه وبشاعته ، فمن كثر ماتم تداوله أمامهم ، فهم صاروا يدركون أن هناك خطر بالشارع خبيث و متسلل لابد وأن نهرب منه ونتنبه إليه .
فمنهم من وصل به النضج رغم سنه الصغير أن يظل مرعوبا إلى أن يصل والده من عمله ويعود بسلام .
يقول جارنا أن إبنه(6 سنوات ) ، يترجاه أن لاينسى لبس الكمامة وإستعمال المعقم على مقبض المصعد بعمارتهم ، وعلى مقبض باب سيارته ، وعند عودته يتلقاه بالتنبيهات الأخرى اللازم تطبيقها بعد الوصول
وأخبرني أحدهم وأضحكني ، قائلا أنه صار يمثل دور السادج ليسعد إبنته(4 سنوات) ، فكلما أراد الخروج يطلب منها تذكيره بالإرشادات اليومية ، وبعد تمديد فترة الحجر إستغربت غباوبته ونبهته أنه يجب أن يحفظها عن ظهر قلب لأنها ملت قائلة :(أنا تعبت) .
و منهم الأكثر نضجا والأكثر إدراكا لما يدور حولهم فصاروا متخوفين على أهاليهم المرضى الأكبر سنا ، فمنهم من يبكي خوفا أن يفقد جده المتواجد بإحدى المناطق الموبوءة ، ومنهم من يتساءل ألن نجتمع بأهالينا بعد اليوم !؟! على أساس أن الأب يعلم كل شيء ، ولا تخفى عنه خافية ، فيظل الأب مذهولا بما سيجيب !؟ أخبرني أحدهم أنه أجاب إبنه :
وهل قدرت أمريكا أو الصين أن تجيب لأجيبك أنا يابني !!!
الدراسة عن بعد مع جائحة كورونا
وبتوقف المدارس الضروري، و التعليم عن بعد كحل بديل وسليم، زادت مسؤولية الوالدين تجاه الأبناء لجعلهم ينضبطون مع العملية التعلمية الجديدة،
و التي نقلت ثقل مسؤولية ضبط التلميذ، من المعلم للوالدين الملزمان بتنظيم وقت الأبناء، وتحسيسهم أنهم ليسوا بعطلة، و بالموازات مع ذلك تحسيسهم بالإحتواء
فحقا أحدث إنتشار هذا الفيروس والإجراءات المتعلقة به ضغوطا وأعباءا على البالغين والصغار، فكل ماأحدثه كورونا بعالم الكبار من توثر وخوف، نجده إنتقل بالتالي لعالم الصغار، مصغرا نعم! ولكن رغم ذلك لايزال قويا على سنهم، فتركيبة الطفل النفسية لن تقدر تستوعب كل ماحدث، فنجده متعلقا بما تكون ردود الكبار على تساؤلاته المستمرة في المهم وغير المهم، وترقب حكم الكبار على مايحدث بكل هذه المعمعة
وهنا يكون لزاما على الكبار التماسك، و إعطاء أجوبة مطمئنة، وتحسيس الصغير بالسلام والأمل بالغد الجميل.
التأثر النفسي لأطفالنا مع كورونا
■القلق العادي لا خوف منه: يؤكد أحد الأخصائيين النفسيين أن كل ذلك القلق طبيعي ، وسببه مشاعر الخوف الذي نشرت حولنا ، وكرد فعل للخوف يأتي القلق ، لأنه هو المحفز لتوقع الخطر وبالتالي توخي الحذر والتنبه واليقظة حماية لنا ، ويقول أن القلق بالحدود المعقولة لامشكلة منه ، وأن الذي يجب التنبه إليه هو أن لا يكون عقبة أمام الشخص للسير في حياته و معيشته الطبيعية.
■أعراض لابد من التنبه إليها: لكنه بالنسبة لأطفالنا لابد أن نتنبه لمجموعة من الأعراض التي يمكننا أن ندرك من خلالها وقوع أطفالنا تحت وطأة القلق السلبي ، ومن بينها:
●أعراض مزاجية :فيكون الطفل أكثر عصبية أو يبكي بكاء غير مبرر أو يغلب عليه الحديث عن الخوف ، ونقص الآنتباه وضعف التركيز وسهولة التشتت.
●تغيرات سلوكية واضحة: كزيادة الحركة أو نقصانها، كثرة الجدال ، إنخفاض الرغبة في اللعب مع الأقران ، وزيادة التعلق بالوالدين أو أحدهما ، اضطرابات النوم.
●سمات عصابية: كقضم الأظافر ومص الإبهام وغيرها.
حينها وحينها فقط يمكننا أن نتخوف ، ولابد من دعم نفسي والذي تختلف طرقه باختلاف ردود أفعال الأطفال من كل مايحصل حولهم ، فردود أفعالهم تجاه هذا القلق ليست سواء.
توصيات منظمة الأمم للأمومة والطفولة
لكن منظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة- اليونيسف أعطت مقترحات عامة ستعين الوالدين بدعم أطفالهم للتعامل مع ما يمرون به من مشاعر بهذه الآونة منها:
■مراقبة البالغين لسلوكهم ومحاولة البقاء هادئين قدر المستطاع.
■تشجيع الأطفال على التعبير عن مشاعرهم وطمأنتهم من خلال الحديث إليهم حول الفيروس بهدوء وروية.
■ محاولة صرف نظر الأطفال عن مشاعر القلق والخوف بممارسة أنشطة محببة إليهم.
■الإستمرار بالحياة الطبيعية قدر الإمكان للتخفيف من حدة التغييرات التي يمر بها الأطفال ، وخلق جو مبهج بالبيت.
خاتمة
ونحن كمسلمين صادف حجرنا بالبيوت قدوم شهر رمضان الكريم ، فلنحتفل به ونخلق جو لأبناءنا بالبيت يحسسهم بضيفهم الجميل ، و ننسيهم كابوس كورونا
المرعب.
ولا ننسى طبعا أن ننتبه لنكون خير مثال لأطفالنا ، لحثهم على القيام بنفس مانقوم به فنحن القدوة . وذلك بغسل الأيدي عدة مرات في اليوم مع أطفالنا، والتزام التدابير الوقائية والله المستعان .
وهذا فيديو من اليوتيوب توعوي لأطفالنا بقناة
وزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية
كتبت برمضان الكورونا
1441/2020
Written in Ramadan Corona