recent
أحدث المجالس

ملخص مبسط لسورة "البقرة" أطول سورة بالقرآن الكريم(1) surah elbaqarah

ملخص مبسط لسورة البقرة هو موضوعنا اليوم، السلام عليك زائرنا الكريم مدونتك مجالس الإخوة Majalis-Al-ikhwa  يزيد بهاءها بمتابعتك لها، وبعد أن كنت معها بشرح لسورة "آل عمران"، سيكون مجلسنا اليوم مع شرح مبسط لسورة البقرة، فمرحبا بك.

ملخص مبسط لسورة البقرة (الجزء الأول) ، أطول سورة بالقرآن surah elbaqarah
 شرح مبسط لسورة البقرة 

سورة البقرة أطول سورة بالقرآن

سورة البقرة هي من السور المدنية، وهي السورة الثانية بالترتيب بالمصحف بعد سورة الفاتحة، آياتها 286 آية وبذلك هي أطول سورة بالقرآن، وفيها أطول آية بالقرآن والتي هي "آية المداينات"، ومن الجدير بالإشارة أن سور القرآن جاءت على ترتيب وتناسق محكمين، مما جعل كثيرا من العلماء يربطون في شرحهم للسور بعضها ببعض، وهذا ماسنجده جليا مع سورتي الفاتحة والبقرة، وهذا علم بديع جدا قال في شأنه الفخر الرازي: (أكثر لطائف القرآن مودعة في الترتيبات) .

ضرورة تدبر القرآن

يقول شيخنا الدكتور محمد خير بن محي الدين الشعال بارك الله بعمره ، أنه من الواجب علينا أن نتساءل عن مالمطلوب ، ومايريده الله منا ، كلما قرأنا شيئا من القرآن الكريم وأنهينا قراءته .
فالقرآن رسالة من الله إلى عباده ، والمطلوب منا بعد أن نقرأ آية أو سورة ، أو نتم جزءا أو نختم حزبا ، فهم الرسالة وفهم المطلوب ، وهذا هو الهدف.
فلاشك أن قراءة القرآن فضيلة ، و لها منزلة و درجات و مكانة ، لكن هذا هدف مرحلي لهدف بعده أسمى هو العمل ، وهذا العمل هدف مرحلي لهدف بعده أسمى هو التعليم ، وهذا الأخير هو هدف مرحلي لهدف أعلى هو الفوز برضا الله .

سورة البقرة ودليلنا الإرشادي   

 يقول شيخنا أنه بعد السؤال جاء الجواب ، نعم فبعد ان سأل العباد ربهم بالفاتحة وقالوا: ( اللهم إهدنا الصراط المستقيم ) أجابهم ربهم مباشرة بسورة البقرة وقال: ( الم ذلك الكتاب. لا ريب فيه هدى للمتقين)
أي أن هذا القرآن فيه هداكم وهو دليلكم للصراط المستقيم ، فكأنه قال عز وجل: (تفظلوا ياعبادي، هذا دليل إرشادي لهدايتكم للصراط المستقيم)
وللتأكيد قال عز وجل أن قرآننا لاشك فيه ، هو كتاب هداية وكتاب نور و دلالة_بكسر الدال_ إلى الطريق المستقيم ، فالسورة كاملة تدور حول هذا المحور الذي هو: أن القرآن كتاب هداية وكتاب إرشاد ودلالة و نحن مأمورين بإتباعه .

البشر 3 أصناف بسورة البقرة

وضح ربنا ببداية السورة أننا سنكون أصناف ثلاثة في أخذنا لهذا الدليل الهادي وتقبلنا له ، وكل الأصناف الثلاثة سيتم وصفها ، وما كل ذلك إلا لنتنبه لهم و نجتهد أن نكون بصفوف الفائزين المفلحين وتجنب أن نكون من الكافرين أوالمنافقين ، فكانت أوائل سورة البقرة تبين أنه سيكون هناك :
■أناس متقون مفلحون: والذين هم المهتدون والمتبعون للدليل ، وهذا واضح في وصفه عز وجل لهم حيث أنهم :
يؤمنون بالغيب
(اليوم الآخر/الحساب/الجنة/النار/الملائكة..)
ويقيمون الصلاة
(الفريضة)
وينفقون مما رزقهم الله
(الزكاة والصدقات)
ويؤمنون بما أنزل إلى الرسول وما أنزل من قبله 
(أي كل الرسل و بالتالي كل الكتب)
فهم المفلحون في تناولهم لدليل الهداية المقدم لهم .
■أناس كافرون: غير قابلين للدليل ، سواء أنذروا به أم لم ينذروا ، فهم لايريدونه ولا يريدون هدايته ولا نوره ، ولأنهم كذلك زادهم الله بالختم على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب أليم .
■أناس منافقون: مخالفين للدليل بأعمالهم ، ودواخلهم عكس أقوالهم ، قائلين بأفواههم ما لا تضمره قلوبهم ،  فهم يقولون أنهم مؤمنين بالدليل الإرشادي(القرآن)، لكنهم عند التطبيق لايقومون بما طلب منهم القرآن ، وأعطى الشيخ أمثلة حية من واقعنا المعاش ، فمثلا : 
هناك من المسلمين الآن من صار يستهين بمسألة غض البصر ، ويتحجج بقوله أنها مسألة لم يعد لها أهمية ونحن  بالقرن الواحد والعشرون!!! وهذا مثال واحد من أمثلة كثيرة تحزن القلب ، في كوننا نؤمن ببعض الكتاب ونستهين ببعضه ، مع أنه لن يقبل منا إيماننا ، إلا أن يكون خالصا كله لله ، ويتحقق قولنا سمعنا وأطعنا بكل أوامر ربنا .
وقد تم الإكثار بشرح ووصف الصنف الأخير بإعطاء أمثلة تشبيهية لحالهم مع الهدي الإلاهي ، لما يشكلون من خطورة على المتقين ، بعدم وضوحهم ونذالتهم ، فهم مدبدبين لا هم إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء .

قصةأبونا آدم بسورة البقرة

لتصل الآيات إلى قصة آدم وبدأ الخليقة ، و القصة تجيب على الأسئلة الثلاثة الكبرى ، التي تعبت البشرية في إيجاد حل لها والتي هي: 
■من أين جئنا؟: و قال تعالى مبينا أننا كنا أمواتا فأوجدنا أحياءا ليميتنا تانية واليه سنعود: (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) و (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) .
■ولما جئنا ؟: ثم قال تعالى مبينا أنه أوجدنا لنكون خلفاء في الأرض:
(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً)
و قال تعالى مبينا المطلوب منا كعباد لله عز وجل:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
(الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ.
■وإلى أين مصيرنا؟: فبقصة سيدنا آدم عرفت البداية، وعرف أنه جيئ بنا لنكون خلفاء الله في أرضه، بالعبادة والعمل الصالح، ومصيرنا يوم الحساب، حيث ستجازى كل نفس بما عملت، فلنعلم أن أناس إلى النعيم وأناس إلى الجحيم .
فالمطلوب منا السير على الدليل ، لننال رضا الله ونكون من أصحاب النعيم :
(وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا قَالُواْ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)
لتكون الأجوبة واضحة ومطمئنة للمؤمن، عكس الملحد المحتار في أصله و معنى وجوده .
كما أن قصة البداية مع سيدنا آدم وأمنا حواء ، جاءت فيها ذكر غواية إبليس لهما ، فهي تنبيه لنا من عدونا الأكبر ، والذي همه الوحيد أن نتيه عن دليلنا لطريق الهدى، أو أن يعرقل سيرنا بدليلنا في طريق الهدى، كما كان شأنه مع أبوينا آدم وحواء .

سورة البقرة و بني إسرائيل

ثم ضرب الله مثلا ، لقوم كانوا قبلنا لم يتبعوا الدليل الإرشادي ، ولم يرعوا كتاب هدايتهم ، وهو مثال من الله لنفهم ونتنبه أن لا نكون مثلهم .
إنهم بنو إسرائيل وقصة عنادهم مع نبيهم سيدنا موسى ، فبنو اسرائيل عبدوا عجل من ذهب ، فإياكم أن تعبدوا المال وتتهاونوا في إتباع دليلكم الإرشادي وتكونوا مثلهم ، فتشهدوا الزور وتأكلوا الربا وتكتموا الشهادة وتضيعوا دليلكم إلى الهدى .
هذا شأن قوم إسمهم بنو إسرائيل ، ضيعوا دليلهم الإرشادي المرسل لهم ، وعبدوا العجل وعاندوا وعصوا   تعس عبد المال ، تعس عبد الدينار ، تعس عبد الدرهم  وهم من قالوا لنبيهم لايؤمنوا حتى يروا الله جهرة فإياكم وأن يوسوس لكم أن لا تؤمنوا إلا بما ترى أعينكم ، إياكم أن تنسوا إنما المتقين هم المؤمنين بالغيب .
بنو اسرائيل يبذلون القول عن مواضعه ، قست قلوبهم ، اعتدوا في السبت ، جادلوا في البقرة ، اتبعوا السحر ، قتل بعضهم بعضا ، أخرجوا بعضهم من ديارهم ، فكانت النتيجة أن ضرب الله عليهم بالذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله فيالخسارتهم .
فربنا أورد مثالهم ، وكأنه يقول لنا أنا أنزلت دليلي الإرشادي لمن قبلكم ، فجاء قوم وتعاملوا معه بهذه الطريقة ، فإياكم أن تزلوا مثلهم ، فهذا نبينا صل الله عليه وسلم يحذر إبنته :
يا فاطمةُ بنتَ مُحَمَّدٍ ! سَلِينِي من مالي ما شِئْتِ لا أُغْنِي عنكِ من اللهِ شيئًا

خاتمة 

يقول شيخي : فبنو إسرائيل قالو سيدخلون النار لأيام معدودات ويخرجوا بعدها وكأنهم اخذوا عهدا من الله بذلك ! والأغرب أننا نحن فينا متهاونين بأمر دليلهم الإرشادي ، ورغم ذلك لا يتشككون بتاتا في مسألة دخولهم الجنة !
فكيف بمسلم لايأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر ، ويقبل أن يأكل الحرام ، ويشهد الزور ، والكثير الكثير من العثرات ، وبعدها يقول إن الله غفور رحيم!!
فهؤلاء قوم جاءهم دليلهم الإرشادي ، وما رعوه حق رعايته فلنجتهد أن لا نكون مثلهم . يتبع الشرح زائرنا بالمقالة التانية .

author-img
☆▪ᵖʰᶤˡᵒˢᵒᵖʰᶤᵃ▪☆

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق
  • ل. طارق photo
    ل. طارق19‏/11‏/2020، 8:07 ص

    مقال جيد، مختصر و مفيد، أعجبتني فكرة الشيخ بأن القرآن رسالة من الله و يجب تدبرها و فهمها لكي نعلم ماهو المطلوب منا فعله كعباد الرحمان.
    جزاكم الله خيراً

    حذف التعليق
    • ☆▪ᵖʰᶤˡᵒˢᵒᵖʰᶤᵃ▪☆ photo

      فعلا اخي
      و اعتباره دليلنا الإرشادي الهادي الى الصراط المستقيم الذي دعونا الله بسورة الفاتحة أن يهدينا اليه، كان تدبرا بليغا حقا

      حذف التعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent