منزلة التوبة من منازل الإيمان وهي موضوع اليوم، السلام عليك زائرنا مجالس الإخوة Majalis-Al-ikhwa يزيد بهاءها بمتابعتك لها. وبعد أن كنت معها بمقال عن"صفات المفلحين" بالقرآن، سيكون مجلس اليوم مع أول منزلة من منازل الإيمان وهي"منزلة التوبة" والمحاضرة من سلسلة محاضرات للدكتور فريد الأنصاري.
التوبة منزلة من منازل الإيمان |
التوبة وضرورة اليقظة
التوبة هي الرجوع عن المعصية إلى الطاعة ، وأولها اليقظة وندم العبد على ما فات ، فالمؤمن لا يتوب إلا إذا كان يقظا ، وإن اليقظة هي المقام السابق على التوبة فلا يتوب إلا مستيقظ ، وأما من بقي غافلا نائما في طبقة من طبقات نومه فإنه لا يتوب إلا أن يشاء الله له يقظة تخرجه من غفلته وضلاله وضياعه ، ثم يقول كما قال نبي الله يونس : (لا إله إلا أنت الله سبحانك إني كنت من الظالمين) .
حقيقة التوبة النصوح
يقول شيخنا رحمة الله عليه ، أنه هنا سيتحدث عن مكمل لذلك المعنى وهو (حقيقة التوبة) ، فقد تحدث علماءنا عن التوبة من حيث أركانها العلمية ، وأسهبوا في ذلك وهذا موجود في كل المصنفات المبسطة للتوبة ولمنازل الإيمان .
ومقصود الشيخ هنا قولهم أن أول التوبة أن يقلع العبد عن الذنب وأن يندم على ما فات ويستعد لما هو آت ، أي بتجديد النية والعزم على الفلاح والصلاح .
لأن الأساس من كل هذا هو الوصول لحقيقة التوبة ، لأننا كلنا نعلم وغيرنا يعلم كل هذه الأمور ثم لا نتوب ، فكل الناس يعلمون هذا لكن الكثير منهم مع ذلك قليل التوبة !!!
وقد علم أن نبينا محمد -ﷺ- كان يعد له 100 مرة في اليوم قوله :(أستغفر الله الذي لا إله الا هو الحي القيوم وأتوب إليه ) فهو يكثر من التوبة وما كان أكثر توبة من رسول الله أحد ، وقد ثبت عنه -ﷺ- أنه قال : (ألا وأني اعبدكم لله واتقاكم له ) ولا يكون العبد الأتقى إلا توابا وكثير التوبة ، كثير الأوب إلى الله سبحانه وتعالى ، فما حقيقه التوبة التي تحدث في النفس؟
التوبة إحساس بالخوف والحنين
فالتوبة ليست فكرة ولا قاعدة ، إنما التوبة إحساس وشعور يخالج قلب العبد ويخالط بشاشة وجدانه ، هذه هي التوبة فكيف يمكن للمرء أن يكتسب هذا المعنى ؟
التوبة معنى وإحساس وشعور وجداني فلا يتوب إلا خائف .
فمن لا يخاف لن يتوب ، لأننا قد نتساءل عن ما هو الخوف أليس هو شعور يقع بالقلب ، ألا ترى أن الخائف ينبض قلبه ويرتجف ويضطرب ، فالخائف تخيفه أمور الدنيا وأمور الآخرة والملاحظ أنه تقع له رجة ، قال عز وجل : ( الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم) فالوجل هو الخوف الشديد ، فإذا إذا كان الخوف هو الإحساس والشعور الوجداني ؛ فالتوبه لا تكون إلا كذلك لأن من لا يخاف لا يتوب .
ثم التوبة أيضا حنين وإحساس بالحنين ، حيث أن العبد يشتاق ويحن لشيء ، وهذا المعنى لا يكون إلا للذي له عاطفة من المحبة لشيء ما ؛ فيشتاق إليه ويحن إليه ، فإذا لم يكن هذا المعنى لن يستطيع تحصيل التوبة .
وذاك هو السبب الذي يجعلنا لانتوب لجهلنا ما بقلوبنا من قساوة ، تجعل المرء لا يحس لا بالشر ولا بالخوف ، لهذا نحتاج أولا لغسل هذه القلوب مما علق بها من القساوة ومن الجفاف و الجفاء ، فهي تحتاج إلى ري من ماء القرآن الكريم ، ومن كوثر الإيمان عسى أن يستيقظ القلب ويشعر أنه إنسان .
التوبة إحساس بالخسران
لو شعر العبد فعلا أنه إنسان لحصلت له التوبة، وذلك لعلمه أن الإنسان خاسر إلا أن يتغمده الله برحمته، ألم يقل عز وجل: (والعصر إن الإنسان لفي خسر ) ، وأن الإنسان محاسب وذلك لقبوله تحمل الأمانة ، قال عز وجل : (وحملها الإنسان إنه كان ظالما جهولا) .
فالإنسان مطالب بالإيمان بحيث هو مخلوق لخالق واحد ، قال عز وجل : (قتل الإنسان ما أكفره) فإذا الإنسان محكوم ومشدود بالأغلال من عنقه ، والله أقرب إليه من حبل الوريد مشدود بأحبال القضاء والقدر من أوردته ومن عنقه .
إذا التوبة تكون بالمعرفة الربانية التي نحن اليوم بحاجة إليها فنحن محتاجين للتوبة بالمعنى المعرفي لما ذكره أهل العرفان العارفون بالله حقا وصدقا ، الذين عرفوا مقام ربهم كي نعرف وليس نعلم فقط .
فالعلم شرط به نبدأ لكن إنما يتم أمرنا بمعرفة ما نعلم .
فكثير منا يعلم ولكن لا يعرف مايعلم ، لذلك كم من عالم عالم يحصي لنا من العلم أطنان وقناطير لكن غياب المعرفة عن قلبه تجعله جاهلا بالله من حيث مقامه .
قال عز وجل : (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى) فجعل المفعول به هنا هو (مقام الرب) لأن الناس لا تلقي لهذا المقام بالا ، ولا تجعل لمولاها مقاما ، ولو أدرك الإنسان حقا مقام الرب العظيم ، لخشيه ولخافه .
التوبة إحساس بالغربة
فإذا أول المعاني في التوبة بالمعنى العرفاني هو "الإستيحاش" ولتحصيل التوبة الحقيقية والتوبة النصوح كما سماها رسولنا، لابد أن يحصل لدينا أولا "الإستيحاش" .
والكلمة من الوحشة، والتي تعني أن يحس الإنسان بالغربة مع ملذات الحياة. وهذه الغربة لن يحسها ولن يدرك حقيقتها إلا إذا استيقظ وتفكر وتدبر فيما يسر له من القرآن الكريم ، بالتأمل في معانيه والتدبر والتفكر في خلق الله من حوله.
فلو تفكر الإنسان حق التفكر في نفسه (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) ، ثم تفكر في خلق السماوات والأرض لأدرك أنه غريب في هذه الأرض ، وسيحس حينها رغم سعة الأرض حوله بضيق النفس والحرج .
ومن بين الدلائل القوية لهذا المعنى أن لا لذة في الدنيا إلا وتصحبها غصة ونغصة وحزن ، وإطلاقا لن تجد لذة أو متعة لايصحبها ألم وحزن إلا متعة واحدة وهي متعة الإيمان ، اللذات جميعها حين تبلغ ذروتها يصيب العبد الغم .
ككثرة الضحك ، يكون الواحد منا في قمة ضحكه فتجده يتخوف ويطلب السلامة من الله ، وهو إحساس وجداني صحيح ، يرافق الكل مصدره أن عند الإنسان إحساس داخلي أن ساعة الفرح رغم جماليتها تنتهي والدليل على نهايتها بلوغها دروتها .
فأي لذة تبدأ صغيرة قليلة ويتمتع بها الإنسان ، وكلما تمتع أكثر وزاد بالإنغماس فيها وقرب وصوله قمتها ، سيحسها بدأت تخبو ويفقد تمتعه بها وتذوقه لها .
فمثلا لو أن هناك أكلة اشتهيتها ولم تتناولها من مدة ، أو لم يتسنى لك أكلها قبلا وقدمت لك ، فأنت أول ماتأكلها تتلذذ بها وكلما زدت في الأكل زادت اللذة وتلاقيها أجود ، وما أن تقرب على قمة لذتها عندك ، حتى تحس بغياب تلذذك بها ، لدرجة تصبح عايفا لها ، وإذا لم تتنبه وتتوقف أصابتك التخمة وتصبح غير قادر على شم رائحتها ولا حتى ذكر إسمها ، وأنت من دقائق كان ريقك كاد يسيل شوقا إليها .
هذه هي طبيعة الحياة الدنيا ، كل لذاتها بدايتها دليل على نهايتها ؛ كيفما كانت ، حتى بجلستك مع أهلك والأحبة والأصدقاء والأبناء ، وأنت بقمة تمتعك العارم بلحظات الصفاء التام ، تهب عليك خواطر الحزن بأن كل هذا جميل لو أنه دائم فأنت تعلم أنه سيأتي يوم فراق بأن تغادرهم ويبكوك أو يغادرونك وتبكيهم .
فكل شيء إذا مادام بدأ إلا سينتهي ، فالدنيا بلاقيمة حقيقة ، ولو كانت لها قيمة ماسقى الله مشركا فيها شربة ماء كما قال رسولنا الكريم -ﷺ- : ( لو كانتِ الدُّنيا تعدلُ عندَ اللهِ جناحَ بعوضةٍ ما سقى كافرًا منها شربةَ ماءٍ) .
لأن الإنسان إذا تكالب على الدنيا ملكته الدنيا ، وإذا زهد فيها ملكها وذلك بحسن تصرفه بقليلها أو كثيرها ، أما المتكالب عليها فتملكه وتستخدمه في ماله ، فيصير عبدا لدرهمه وديناره لايتمتع بهما بل الدنيا هي التي تتمتع به وبجريه فيها .
وسيحس حينها الإنسان "بالإستيحاش" ويتمنى لحظة يجد نفسه فيها مستأنسا فيحس بالقنط وكأنه غريب ، وتظلم الدنيا عليه وكأنه ببلد غريب ، ويتمنى لحظتها لو أنه وسط أحبابه مستدفئا بهم ، إحساس الغربة التي يحسها المغترب حيث لا حبيب ولا قريب يفتح عليه بابه ويؤنسه.
التوبة النصوح ومقام الأنس
هذا مايقع للإنسان حينما يدرك حقيقة هذه الدنيا، فتجده وهو بين خلانه وماله ومتاعه يشعر بالوحشة ولا شيء به لذة ويصبح كل همه أن يجد لحظة أنس يحن إليها ولن يجدها إلا في مقام الأنس الخالد .
وهو مقام من أعلى منازل الإيمان ، ولا يكون إلا للذي عرف ربه وأنس به سبحانه وتعالى ، ومن استأنس بالله هو المستأنس حقا ، فيطرد الوحشة والقنط عن قلبه لأنه رافق ربا لا يغيب عنه ولا لحظة .
فالله جل جلاله المتعة معه لا تنتهي فهي خالدة ، واللحظات التي تقتطعها من لحظات دنياك لتهبها لله عز وجل ، تخرج من إطار الزمان ولايسري عليها ميزان القانون الزمني الذي قلنا أنه يحسب ويعد على العبد مادام في أمور دنياه المنتهية .
أما اللحظات المقتطعة لصيام أو صلاة أو ذكر أو شكر أو بر أو أي عمل من الأعمال الصالحات ، التي يرجو بها العبد وجه ربه عز وجل فإن تلك اللحظات ستحسب بحسابات الآخرة ، والذي هو زمن الخلود الممتد .
فلذلك باللحظات الإيمانية حين يستشعر العبد الإيمان يحس بالخلود ولايحس بالفناء الذي يشعر به أهل الدنيا ، ومن هنا كانت التوبة هي الإحساس "بالإستيحاش" والحنين لهذه اللحظات .
التوبة باب يطرق بإذلال
ولابد للعبد من طرق باب التوبة والذي يمكن أن يلج إليها منه، لأنه لايمكن أن تحصل له التوبة وهو جالس هكذا بلاسعي، لابد من طرق الباب وفتحه على مولاه يجده في استقباله وسعيدا فرحا به، قال رسول الله -ﷺ- : (لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَأَيِسَ مِنْهَا فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ) .
لأنه أدرك أن مقامه في الأرض قليل وقليل جدا، وقد قلنا كل شيء فيه عد لا طول له لأن كونه له عد ويحسب فإذا سينتهي حتى لو أننا نحن لاندرك نهاية عده إلا أن هناك حتما نهاية .
فالله سبحانه وحده هو الذي لا يتجزأ، ولذلك كان هو الأول والآخر لا إثنين له ولا ثالث ولا رابع، فهو واحد واحد بدأت به فهو واحد، وتنتهي به فهو واحد ولذلك لاينتهي سبحانه.
ومادون ذلك يعد ويحصى الأيام والشهور والسماوات والسبع الأراضون والدقاءق والتواني، فالزمان كله عد وأصله عد، السنوات والقرون...فكل مايعد ويحصى إلا وينتهي، فإذا حقيقة الإنسان أنه فان ومنتهي ولكن لايبقى له إلا ماقدم إلى حيث سينتهي ، وهي حياته بعد موته هناك فقط تبدأ حياته الحقيقية حين يقول : (ياليتني قدمت لحياتي).
فإذا نحتاج لكثير من الذل والتواضع لله ، وهذا هو معنى حديث سيد الإستغفار : (اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ...) لأن التائب من الذنب حين علم حقيقة أنه عبد لله خالقه ، علم بالتالي أنه نقض العهد الفطري الذي أخده الله عز وجل عن بني آدم في البدأ الأول من الخلق وأخده عن جميع ذريتهم .
فقد قال عز وجل: (الست بربكم قالوا بلا) وذلك في الغيب المطلق ، فكان بذلك كل كافر وفاسق وكل مسلم ضال ناقضا للعهد أحب أو كره ، لذلك قال التائب : (وأنا على عهدك ووعدك ماستطعت) لأن الإنسان ضعيف ولابد من وقوع زلات ، فكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابين كما أخبرنا رسولنا الكريم .
فإذا جدد الإنسان العهد مع الله بقلبه ووجدانه ، وحن إليه وضاق بوحشة الدنيا ورغب بما عند الله وقصده صدقا خالصا (وهنا مربط الفرس ) فذلك تجديدا للعهد والوعد .
وقول التائب : (أعوذ بك من شر ماصنعت..) فهو مدرك أنه وقع بالشرك وأنه أذنب وأن الذنب لزمه فلابد من الفرار إلى الله ، لأن الإستعاذة تعني الهروب وطلب الحماية من الله .
وكأن هناك من يطاردك فتلجئ إلى القوي العظيم فارا هاربا والذي لن يقدر على حمايتك غيره ، وعدوك هنا هي الذنوب فذنبك أثقل عليك حطم أعصابك ازعجك فأنت تحتاج إلى سكينة ورضا من الله .
ومجرد أن تحس أن قلبك يحس بالأنس والرحمة والسكينة والرحة التامة والشعور بالبقاء ، فلن تعد تحس بإحساس الفناء لأنك قد اقتطعت من حياتك لحظات وأخرجتها من الحياة الدنيا ووهبتها للآخرة وكل الموهوب للآخرة باق ، كما ورد عن حديث عائشة رضى الله عنها حين ذبحوا شاة ،( فسأل النبيﷺ : ما بقي منها؟ بعد الصدقة ، قالت : ما بقي منها إلا كتفها، فصحح لها قائلا: بل بقي كلُّها غير كتفها) .
وحين يقول التائب : (وأبوء بذنبي ) هذا من معاني الذلة العظيم (باء بالشيء يبوء به) يعني تحمل جريرته ومسؤوليته ، وهو منتهى الشعور بالذلة أمام الخالق . كحين يأتي الإنسان اليك نادم وحاصر ومحصور ويديه وراء ظهره قائلا : (أنا متكتف لك مذلول لك ومعترف بخطئي) .
فأنت ياالله خلقتني لعبادتك ، وقدمت لي نعما لأشكرها وأطيعك فيها وأنا أعصيك ، حين يحس العبد أنه أحيطت به جميع الجدران ، وانسدت أمامه كل السبل ، خاضع خضوع تام هذاك هو "البوء" .
لذلك كان الأنبياء عند توبتهم يخرون ركعا ساجدين قال تعالى :(وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ) وقال عز وجل :(فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صعقا) .
و"الخر" يكون معناه السقوط الكامل بالطول ، فالواحد غير[[ متمالك لكليته ، كما نقول خر السور أي سقط مرة واحدا ، ولم يتساقط قطعا قطعا]] ، فهم لم يتماسكوا ولاجهد لهم للتماسك فخروا راكعين ساجدين .
وكل ذلك من الإحساس بالذلة والخضوع لله الواحد القهار . فمفهومي البقاء والفناء يختلفان حين علاقتهما بالزمان الأخروي والزمان الدنيوي ، فالدنيوي فان وكل ماأعطي للفاني فهو فان ، وماخصص للأخروي الخالد فهو باق معه .
الخلاصة
وختاما، فإنما تكون "التوبة" بمعرفة الله وبمقامه وجلاله وعزته، ومن ذاق هذا كانت التوبة أيسر عليه من أي شيء يسير، ومن لم يدقه حتى ولو جاء إلى المسجد وتاب...فتوبته لن تكون توبة نصوح لأن التوبة النصوح الحق، إنما هي إحساس وشعور وهذا ماقصدنا توضيحه حقيقة التوبة التي هي طرق باب الذلة والخضوع لله.
وللإستماع هذا هو فيديو المحاضرة المفرغة فوق، وهو من ضمن سلسلة محاضرات ألقيت بالجامع الأعظم بمكناس وهي مادة مسجلة على شريط سمعي.
سلسلة محاضرات "منازل الإيمان"