recent
أحدث المجالس

ليلة القدر المباركة Laylat al-Qadr, sacred night

   ليلة القدر المباركة هي موضوعنا اليوم ، السلام عليك زائرنا مجالس الإخوة Majalis-Al-ikhwa يزيد جمالها بمتابعتك لها وبعد أن كنت معها بمجلس عن الإستعداد السليم لشهرنا الفضيل، هاقد مرت أيام صيامنا متطايرة وهاهي نسائم ليلة القدر المباركة تلامس أرواحنا مع العشر الأواخر، فاللهم بلغنا بركاتها، مجلسنا اليوم زائرنا للتذكير بفضائلها ومقامها الجليل عندنا كمسلمين.

ليلة القدر المباركة Laylat al-Qadr, sacred night
ليلة القدر المباركة

ليلة القدر المباركة

ليلة القدر ليلة خير من ألف شهر، وتأتي ليلة القدر في شهر رمضان الكريم من كل عام، فيها نزل القرآن الكريم على نبينا صلى الله عليه وسلم، ولهذا فإن ليلة القدر لها أهمية وطابع خاص في قلوب المؤمنين، ويبدأ المسلمين في تحريها طوال العشر الأواخر، فيكثرون الطاعات أملا في الفوز ببركتها وعظيم آجرها.

التعريف بليلة القدر

ليلة القدر هي ليلة من الليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان المبارك؛ وهي غير محددة في ليلة معينة، وقد اختصّها الله -تعالى- بشأنٍ عظيمٍ؛ ففيها أنزلَ القرآن الكريم في مرحلةٍ من مراحل نزوله.
يقول تعالى في كتابه الكريم بسورة القدر: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ۝ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ۝ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ۝ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ۝ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ).
خلال سورة القدر تتضح أهمية هذه الليلة وفضلها الكبير، ففي ليلة القدر تتنزل الملائكة وجبريل عليه السلام إلى الأرض لقضاء ما أمر به الله عز وجل.
وهي ليلةٌ مباركةٌ؛ إذ قال الله عز وجل: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ*فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)، وأجر العمل الصالح فيها أفضل من أجر العمل مدّة ألف شهرٍ، قال -عزّ وجلّ-: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ).
وقد أثبتت السنة النبوية أيضًا الفضل العائد من تحري هذه الليلة في العشر الأواخر، وبالأخص في الليالي الوترية إذ ثبت في صحيح البخاريّ عن أبي سعيد الخدريّ -رضي الله عنه-، أنّ النبيّ  قال: (فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، والتَمِسُوهَا في كُلِّ وِتْرٍ)..
فقد ورد عن الرسول  أنّه قال: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)، وكان - يتحرّى ليلة القَدْر في العشر الأواخر من شهر رمضان، فيجتهد بالعبادات والطاعات ما لا يجتهد في غيرها.

سبب تسميتها بليلة القدر

وقد أشار علماء الدين والفقه إلى عدة أسباب يمكن أن تكون وراء تسمية هذه الليلة بليلة القدر ومن هذه الأسباب ما يلي:
■بداية قالوا جاء سبب هذا الاسم ، حسب العلماء ، من معنى القدر ، أي العظمة أو الشرف.
■السبب الثاني هو أن في هذه الليلة يحدد مصير الإنسان وفيها تكتب أعماله ومصير عامه المقبل ، يقول تعالى: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ). سورة الدخان(4)
■ويقول الخليل بن أحمد عن معنى تسمية القدر بليلة القدر: أن الأرض ضيّقت بالملائكة لكثرة عددها في ليلة القدر . تبعا للمعنى في قوله تعالى:(وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه) أي: ضيق عليه رزقه.

وقت ليلة القدر

عن عائشة رضي الله عنها عن الرسول  قال: (تَحَرَّوْا ليلةَ القَدْرِ في الوِترِ مِنَ العَشرِ الأواخِرِ مِن رَمَضان)، ولم يحدد ليلة القدر بليلة معينة، ولم يرد نص يبين يومها وتاريخها بالشهر الكريم، كما يتضح في الأحاديث السابقة.
في بعض الأقاويل قيل بأنها ليلة متغيرة تنتقل بين الليالي العشر، وهو ما اتفق عليه الشافعية والحنابلة، والمالكية، وهذا القول هو الرائج بين العلماء.
كما قيل بأن ليلة القدر باقية ليوم القيامة ولم ترفع، ومن العلامات الأساسية ليلة القدر كون الشمس تصعد صافية دون شعاع.

فضائل ليلة القدر

ولليلة القدر بركات وفضائل، وذلك في كونها:
■أولا، الليلة التي تنزل فيها القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. فهي الليلة المباركة، مصداقا لقوله تعالى: (إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ).
■ثانيا، كونها ليلة خير من ألف شهر. تتنزل فيها الملائكة وجبريل عليه السلام إلى الأرض لقضاء ما أمر به الله عز وجل.

ليلة القدر في القرآن والسنة

رفع الله عز وجل من مكانة ليلة القدر في كتابه، حيث هناك سورة كاملة باسمها، فجعل الله عز وجل العمل فيها أجره عظيما.
لدى يهتم المسلمون بهذه الليلة بإطالة صلاتهم، وكثرة قراءة القرآن والدعاء، والإجتهاد بالأعمال الصالحة المتنوعة من استغفار وذكر كثير...ومن الآيات والأحاديث الشريفة التي بينت فضلها نجد:
■ الآيات الدالة على أن بليلة القدر يكتب قدر المسلم، وكل ما هو كائن لعامه المقبل وهذا ما جاء في سورة الدخان في قوله تعالى: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ).
■كما أن ليلة القدر ليلة مباركة، وهذا ما جاء في قوله تعالى: “إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ”.
■ومن الأحاديث النبوية الشريفة التي جاءت عن ليلة القدر ما تم روايته عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، حيث قالت: “يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال : “قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني“.

علامات تميز ليلة القدر

وليلة القدر لها علامات استشفها علماءنا من القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، والتي تم تقسيمها إلى علامات لاحقة، وعلامات مقارنة، ومن تلك العلامات نذكر ما يلي:
■الطمأنينة التي تصيب قلب العبد المسلم.
■يقال بأن السماء في هذه الليلة تكون مضاءة ونورها صافي.
■ تكون الرياح في هذا اليوم ساكنة.
■كما أن صدر المسلم يبدأ بالإنشراح والإحساس بالسعادة.
■أما العلامات اللاحقة فتتمثل في كون الشمس تشرق في اليوم الموالي لها دون شعاع، وذلك في قول أبي بن كعب في صحيح مسلم: “أخبرنا رسول الله : أنها تطلع يومئذٍ لا شعاع لها”

ما يشرع القيام به بليلة القدر

وليلة القدر لها بعض الأعمال التي تميزها عن باقي الليالي الرمضانية، وحيث معروف أن ليلة القدر واحدة من الليالي الوترية بالليالي العشر الأخيرة برمضان، فالمسلم يجتهد فيها تحديدا بهذه الأعمال ومن الأعمال المستحبة والمشرعة لهذه الليلة يحرص العبد على:
■قيام الليل، ومن الأفضل إطالة الصلاة في هذه الليلة، وإطالة السجود، والدعاء، وقراءة القرآن.
■الاعتكاف في المساجد، فالاعتكاف في رمضان هو سنة نبوية شريفة، فكان نبينا محمد  يعتكف في العشر الأواخر من رمضان تحريًا ليلة القدر.
وقال  برواية من أبي سعيد الخدري: (من كان اعتكَفَ معي، فلْيعتكِفِ العَشرَ الأواخِرَ، وقد أُريتُ هذه الليلةَ ثم أُنسِيتُها)، وقال ﷺ: (... فالتَمِسوها في العَشرِ الأواخِرِ، والتَمِسوها في كُلِّ وِترٍ).
■الدعاء، والذي يتقرب فيه العبد من الله عز وجل، بجانب الإكثار من الأعمال الصالحة، فالعمل الصالح في ليلة القدر خير من العمل لألف شهر.

الحكمة من إخفاء ليلة القدر

لا يعلم موعد ليلة القدر إلا الله عز وجل، والحكمة في ذلك تتمثل في جعل العبد المسلم يجتهد تحريا لها، للفوز ببركاتها، ونيل أجرها، والأسباب المتنوعة لإخفاء ليلة القدر ما يلي:
■لينال العبد الثواب على الاجتهاد، والمواظبة على الأعمال الصالحة.
■حتى لا يتهاون العبد في عبادته بباقي الأيام، ويهتم بكل الليالي عبادة وذكرا ومختلف الأعمال الصالحة.
■ليهتم العبد بصالح أعماله على مدار أيام الشهر الفضيل، وخاصة في العشر الأواخر.
■لتجنب الجرأة على المعصية حين سهولة التعرف على ليلة القدر المباركة.
وختاما يمكننا القول بأن هذه الليلة من النفحات الإيمانية المباركة التي يخفيها الله سبحانه عن عباده المؤمنين تشويقا وتحفيز لهم على العمل، ولابد من الإهتمام بها بشكل يليق بمقامها، لنيل ثوابها العظيم وأجرها الكبير. ولِما لها من عظيم الأثر الحَسَن في الدنيا والآخرة. على العبد المسلم بالعشر الأواخر لرمضان الإجتهاد بعباداته والمسارعة لأداء الأعمال الصالحة عله يوفق لليلة القدر المباركة.

وكل هذا الذي قيل بمقالنا قيل وقيل وقيل وأجمل ما قيل عن ليلة القدر بكلمات مختصرات معبرات لشيخنا فريد الأنصاري رحمة الله عليه



author-img
☆▪ᵖʰᶤˡᵒˢᵒᵖʰᶤᵃ▪☆

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent