"أربعون 40" لكاتبه الأستاذ أحمد الشقيري هو كتابنا اليوم، السلام عليك زائرنا الكريم مدونتك مجالس الإخوة Majalis-Al-ikhwa يزيد بهاءها بمتابعتك لها، وبعد أن كنت معها بمقال تعريفي لكتاب رواء مكة للدكتور حسن أوريد ستأخذك اليوم ألوانها للتعريف بكتاب "أربعون40 " للأستاذ أحمد الشقيري ، فمرحبا بك.
أربعون 40* لأحمد الشقيري" |
"أربعون40" كتاب الشقيري
كتابنا اليوم الذي نود أن نجعلك زائرنا متشوقا لقراءته، هو كتاب "أربعون40" ، لمؤلفه الإعلامي السعودي "أحمد مازن أحمد أسعد الشقيري"
وطبعا سنعطيك بالبداية لمحة جد بسيطة عن الكاتب، وبعدها سنحاول تلخيص جميع فصول الكتاب وكي لا نطيل عليك سيكون كل ذلك مختصرا جدا .
أحمد مازن أحمد أسعد الشقيري مواليد 1973/جدة، ألف برامج تلفزية هادفة تسعى لخدمة الشباب بتقديم العون لهم، وتسهيل نضج أفكارهم، وتطوير مهاراتهم وكفاءاتهم ، وفتح أعينهم على العالم من حولهم ، ودورهم الذي لابد وأن يكون نافعا وإيجابيا.
وقد اشتهر الشقيري بعد سلسلة برنامجه خواطر الناجح ، بالسعودية وبكل الوطن العربي، و السبب سلاسة الطرح وأهميته، حيث انه تناول قضايا الشباب وحال الأمة الإسلامية.
سبب تأليف "أربعون40"
وعن هذا الكتاب الذي بين أيدينا، قال أحمد الشقيري بمقدمته:
ﺃﻟﻔﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺧﻠﻮﺓ ﻣﺪﺗها ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﻳﻮماً، ﺣﻴﺚ ﺍﻋﺘﺰﻟﺖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ، ﻭﺟﻠﺴﺖ ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﻧﺎﺋﻴﺔ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺃﺗﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻓﺎﺕ، ﻭﺃﺗﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺁﺕٍ، ﻓﺎﻧﺘﻬﻴﺖ ﺑﺄﺭﺑﻌﻴﻦ ﺧﺎﻃﺮﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺤﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﺭ ﺃﺩﻧﺎﻩ
أربعين يوماً مع حياتي
أربعين يوماً مع قرآني
أربعين يوماً مع نفسي
أربعين يوماً مع تحسيناتي
أربعين يوماً مع قصصي
أربعين يوماً مع إلهي
أربعين يوماً مع كتبي
أربعين يوماً مع حِكم الناس
أربعين يوماً مع ذكرياتي
أربعين يوماً مع حِكمي
أجواء كتابة "أربعون40"
أما كتاب أربعون 40 ، فيعتبر كتاب مفيد ومشوق لأنه أصلا نتاج لفكرة مبدعة ومثيرة، فقد تولدت لدى الكاتب فكرة الكتاب، بعد إرهاق أحسه من جهده المبذول ببرنامجه خواطر السابق الذكر، فقرر التوقف لإستعادة توازنه وأخذ النفس إن صح القول.
فقرر الخلوة بنفسه أربعين يوما ، يراجعها و يعالجها و يريحها ويرتاح معها ، ويبعد عن كل الضوضاء المحيطة به، من أهل ومعارف وتكنولوجيا فإختار جزيرة بالمحيط الهادي قليلة الساكنة، وكان بحوزته هاتف بسيط للطوارئ بشريحة جديدة، لم يعطي رقمها إلا لزوجته وأبيه ومديره بالعمل واشترط عليهم أن لايتصلوا عليه إلا للضرورة القصوى!!
وقد كان لرقم الأربعين معه شأن ، حيث تنبه لتكراره بمواقع عدة بالقرآن الكريم ، ولكونه أتم الأربعين بعمره فكانت ثمرة خلوته تلك ، هذا الكتاب والذي كان عشر فصول ، وكل فصل بأربعين نقطة أو حكمة كما سماها الكاتب ، وقد سمى الفصول بمسميات الرفقة والصحبة الملازمة له لمدة 40 يوم فكانت كما أسلفنا بالمقدمة التعريفية .
فلسفة الشقيري "بأربعون40"
فالشقيري يرى أن الإرتقاء والتحسين والإصلاح الداخلي لذات الفرد، لا تحصل له إلا بالصمت والسكون اللذان لن يتأتيا للواحد إلا بالخلوة، والتي إشترط لها الكاتب أن لا تقل عن يوم كامل بمكان منعزل، والذي إختاره هو كما سبق الذكر، بعيدا عن كل محيطه وعن كل وسائل الإتصال، وعن كل مايحس المختلي أنه عليه مدمن وبه متعلق، فهي بالنسبة له فرصة للتخلي على كل تلك السلبيات، وإعتبرها فرصة أيضا لإكتساب عادة جميلة ضيعها لكثرة مشاغله، وهي علاقته بالقراءة والتي كان هدفه أن يستعيد إكتسابها بالشكل الذي يرضيه .
كما أنه يرى أن هذه الخلوة ستساعد في التخلي على العادات السيئة، وإكتساب وإسترداد عادات صالحة للفرد مع نفسه ومع مستقبله.
فكان هدفه من هذه الخلوة تهذيب النفس، والوصول بها إلى حالة السلام الداخلي، والتي ربطها الشقيري بالنفس المطمئنة المذكورة بقرآننا الكريم، فجاءت الفصول على التوالي بإسترجاع الشقيري لأحداث بحياته، جعلته يخرج مع كل حدث بحكمة أو موعضة جميلة ومفيدة للقارئ .
فصول كتاب "أربعون40"
■الفصل الأول "مع حياتي":
إختار 40 نقطة من حياته تم طرحها عبارة عن لقطات، يخرج منها بعبرة وخاطرة ، فنجد مثلا بالمراهقة حيث وظح انها سن جد حساسة بالنسبة للفرد ،قد يدفعه سوء تقديره للأمور فيدمن مايندم عليه طول حياته ، ويقول إنه يفهم ويتفهم حماس المرحلة وحرارتها ، ورغبة المراهق بالسطوع إن صح القول ، لكن لابد وأن يتنبه المراهق أن ينجوا منها بسلام ، فذكر مثلا أنه هو كأحمد تجاذبته المغريات المتواجدة بسنه، فأن تكون ذا صيت ، لابد وأن تكون ذا وسامة وجمال ، أو ذا ثراء يخولك أن تمتلك سيارة وأنت بهذاك السن المبكرة ، و تتنافس بتغييرها بعد كل حين ، أو أن تكون مرحا و مهرجا للجماعة وصاحب نكتة ، أو أن تكون ذا قوام رياضي وتهتم بجسمك رياضيا ، أو بعيدا عن كل ذلك فتكون ذو فكر و عمق ومنطوي على نفسك وكتبك فتلقب بالفيلسوف وينبذونك ، فإحتار هو بين كل ذلك حينها ، وتكون بداية علاقته بالسجارة والتي سيتغلب عليها بعد سنوات ، لهذا فهو ينبه هنا الشباب أن لا ينجرفوا مع عصبية هذه المرحلة من عمرهم.
■الفصل التاني "مع قراني":
ذكر 40 آية من كتاب الله ، لها أثر بحياته ، فمثلا فيما يخص الرزق والتدمر الذي قد يعانيه المحتاج ، كان له مع الآية الكريمة بسورة الشورى تدبر جميل:(وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ) فسنة الله التدرج بعطاءه مع تأكيده على الأخذ بالأسباب وعدم التهاون والتواكل.
■الفصل 3 "مع نفسي" :
قدم مانجح بفهمه عن صراعات النفس الداخلية ، فأعطى 40 فكرة منها كيفية التعامل مع الألم وفن التعامل معه ، والذي إن لم نتقنه حتما سيكون مآلنا إدمان عادات سيئة ، للهروب من الألم والذي الحل في مواجهته لا الهروب منه ، وعرف بأنواع الآلام التي يعيشها الإنسان من أوجاع جسدية أو صراعات فكرية بدماغه ، و معاناته مع تلك الصراعات بين مايريده وبين الواقع المتاح ويرى أن تغير أحد طرفي الصراع، لصالح الاخر هو الحل لكل تلك المعانات ، لأن الصراع حينها سيتوقف ويتوقف بالتالي الألم
"ان الإنسان يكون معتقدات خاصة به حول كل مامر به ومع الإطلاع على تجارب الآخرين وأفكارهم ، فهاهو يحاول تلخيص فهمه للحياة بعبارات قصيرة ، لايدعي أنها حكم مميزة ، أو لم يسبقه اليها أحد ، فكلها لها اصول فى تاريخ البشرية ، وفي كتابات الناس المختلفة
■الفصل 4 "مع تحسيناتي":
أعطى الشقيري 40 أفكار حسن بها حياته كتوجيه للغير، وكمثال :التغذية الصحية السليمة ، و تعامله مع بقايا الأكل بعدم التخلص منه بالأزبال، فمن معاني شكر النعمة عدم إسترخاصها ، وإقترح مسألة آلة التدوير ، والتي ممكن أن تتوفر بكل بيت لتحول بقايا الأكل الفاقدة للصلاحية إلى سماد تنتفع به التربة .
■الفصل 5 "مع قصصي":
أورد الشقيري أربعين قصة قصيرة يسهل إستخلاص الدروس منها، إقتبسها من مصادر متعددة و أخذ منها حكم قام بتطبيقها على نفسه و كلها قصص تستحق القراءة ومليئة بالعبر، مما يشجعك زائرنا على قراءة الكتاب، ويقول أن القصص أسلوب محبب للنفس البشرية، فهو سيلة لإيصال المعنى بشكل مرن ومؤثر، ولذالك نجد أن القرآن غني بالقصص مع أنه كتاب هدي وتشريع، ولكنها وسيلة بليغة لتوصيل المعنى والمقصود.
■الفصل 6 "مع إلاهي":
أورد فكرة العبادة بالحب ، و أن لا نعبد ربنا خوفا من النار أو رغبة بالجنة ،وإنما نعبده عبادة المحب الصادق ، فلا نكون نحن العباد الخائفين، ولا العباد الطامعين ، بل نجتهد لنكون العباد المحبين لله ، المحبين لصفاته ، فهو الخالق اللطيف ، الخبير ، القوي ، الرحيم ، فبعدنا عن المعاصي لكسب رضاه ، وفعلنا للحسنات لكسب رضاه، ونحن في كل أحوالنا مع ربنا في محبة .
■الفصل 7 "مع كتبي": ذكر فيه 40 كتاب ، اثرن بحياته.
■الفصل 8 "مع حكم الناس":
ذكر 40 حكمة جميلة زينت حياته، ومنها أن دوام الحال من المحال , وأن الثابت الوحيد بالعالم أن لاشيء ثابت , وحتى أجسامنا تتغير يوميا ، وخلايانا في تغير مستمر ، وربنا لا ينتظر منا أن نحقق الكمال ، فهو الكامل وحده ، ولكنه يريد منا أن نكون دوما في سعي نحوه عز وجل
■الفصل 9 "مع ذكرياتي":
جمع أربعين من ذكرياته التي لها أثر ، في نفسه ،وقدمها على شكل صور فتوغرافيا بتعليقات توحي لمعنى الصور وكانت مشاركته للقارئ تلك الصور كتسلية له، لما لمسألة إسترجاع الذكريات ولحظاتها السعيدة من أثر جميل على نفسه .
■الفصل 10 "مع حكمي" :
أورد40 حكمة توصل اليها ، وإقتنع بجماليتها بتجارب حياته خلال هذه السنوات الأربعين الماضية .
خاتمة
وختم كتابه بتقديم شكر لكل صاحب محاضرة إستمع لها ولكل دورة حضرها، فهو لاشئ بدون توفيق الله وأن كل ماتعلمه منهم ساعده على الإرتقاء والتحسين المستمر في كل جوانب حياته، وأضاف قائلا: (الخص في هذا الكتاب رحلتي عبر عاما في هذه الدنيا رحلة الصراع ومحاولة الترقي المستمر بحثا عن السلام الداخلي فانا لا ادعي انني وصلت فالمشوار مازال طويلا و لكنها تجربة بشرية قد ترى نفسك فيها ايها القارئ فتستفيذ وتفيذ) وهذا اقتباس من الكتاب: [ليس المهم في الدعاء، ماتختاره من حروف،المهم ماينتابك من شعور].