السلام عليك زائرنا الكريم، مدونتك مجالس الإخوة Majalis-Al-ikhwa يزيد بهاءها بمتابعتك لها، وبعد أن كنت معها بجمالية فكر مع المفكرين حسن أوريد والمقرئ أبو زيد، سيكون مجلسنا اليوم مع "رمضان شهر تطهير داخلي لنفسياتنا" فمرحبا بك.
رمضان شهر صيام للتطهير
رمضان شهر صيامنا المبارك، هاقد تناولناه بالموضوع من جديد، ونحن في إطار حملتنا للتغيير من أنفسنا، والتي كان تركيزنا عليها منذ إقتراب الشهر الفضيل، بالتنبيه والتذكير والتحريض، على الإجتهاد بأن يكون صيامنا لهذه السنة مميزا عن ماسبق، فقد أصبح الكل يردد ونحن نردد معه، أنه لابد من التغيير والتغيير إلى الأحسن، ويكفينا تهاونا في حق أعمارنا .
رمضان للتجويع لا للتخزين
خبير التغذية المغربي الدكتور محمد الفايد، ينبه إلى كون شهر رمضان يتطلب منا الإستعداد للصيام والتجويع، لا الإستعداد للأكل والتخزين.
ويطالب بأن يكون تسوقنا بالميزان، لا تسوق الشره الجوعان، مؤكد لا أحد ينكر أن كل هذه الأطعمة التي تعد لا تستهلك جميعها، وبالأخير فيها نصيب مصيره القمامات.
فلما كل هذا الإسراف ونحن نعلم أن إلاهنا ينهانا عن التبذير، كما أنه لايحب المبذرين، قال عز وجل : (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا).
رمضان طقوس وأجواء وتوترات
كما أننا كمتهورين ومهووسين، أصبح لشهر صيامنا طقوس ملازمة والمتمثلة في الحركة القوية والعنيفة بالطرقات، وبتواصلاتنا مع بعضنا البعض فالكل أعصابه مشدودة.
طقوس لن تجعلنا كصائمين نستفيد بصيامنا، نعم قد نكون صمنا شهرنا وقد يقبل شرعا، لكن كونيا فلن نخرج بأية فائدة من صيامنا هذا.
وبالتالي لابد من تنظيم الشعوب لسير معاشها بنفسها، ولا تعول على أحد أن يسعى لها في خيرها، ولن يغير الله مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم، كل هذا حان الوقت لتغييره. فرمضان جعلنا منه شهر إستهلاك، وتوتر أعصاب وازدحام بالأسواق.
رمضان شهر عبادة وإحسان
مع أنه شهر عبادة وإحسان، وسكينة وصيام، وورع وزهد، والتلاحم والتراحم بالصدقات، نعم هذا هو العبد المتخشع وهذه هي العبادات المقبولات.
فالله في غنى عن جوعنا، وإنما شرائعه لخدمة مصالح عباده، ودينه الإسلام بتعاليمه الحقة، هو الذي يعلمنا أن نعيش كمجتمع في جمال، لا كوحوش في الغاب
فليس الصيام أن تغلق بابك على نفسك، ويكون جل نهارك نوم، وأكثر ليلك سهر وأكل، وليس الصيام هو أن يكون كل همك على بطنك، ولاتخالط أحوال عباد الله، بل بالعكس لابد من التلاحم والتراحم.
نعم التراحم، فرمضان شهر الصدقات والقربات، وكلنا يعلم مكانة الصلاة بديننا، وماجاء ذكر الصلاة بالقرآن إلا والزكاة قرينتها، فهي عبادة قوية تقوي من المحبة والرحمة بين العباد. وهذا ملاحظ بيننا فالكثير من المحسنين يتهافتون على الصدقات ولكن عليهم أن يتصدقوا وهم متنبهين ليخلصوا النية !! وليتصدقوا مما على موائدهم، ومن أنواع الطعام الذي يقتاتون منه، من مواد غذائية عالية الجودة، وليتذكروا أنهم يتصدقوا لله عز وجل الذي يستحق منا الأفضل والأفضل والأفضل، كما أن أخذ الصور للتعالي والتباهي يضعف من نية الإخلاص، فليتنبهوا أن تضيع أعمالهم بغرور من أنفسهم ، فليسوا من يعطي فالله هو الرزاق المعطي، قال عز وجل :(قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا* الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا* أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا).
رمضان وصيامنا لثلاثين يوما
ولابد من الإستفادة بالثلاثين يوما، إلا أن الكثيرون يخرجون منه بأوزان زائدة وغازات معوية، وإنتفاخات قولون، والكثير الكثير من الشكاوي والأعراض.
يقول الدكتور محمد الفايد : (هناك العديدون صاروا مقتنعين بكلامنا ولايحركون ساكنا بشهر شعبان، هناك نسبة إقتنعت وتحاول أن يكون صيامها نموذجيا وهذا شيء يسعدنا).
فالإدمان على حلويات رمضان للصيام لايعقل، والناس تستهلك منها أربع أضعاف ماتستهلكه بالأيام العادية، لأن برمضان تستهلك كل الأنواع وبكميات مبالغة وبوقت واحد وهذا خطأ.
لقد أصبح رمضان منذ إقترابه والنية المستحضرة هي نية الأكل عند الكثيرون، وليست نية الصيام وهذا شيء مؤسف حقا.
والخطأ ليس برمضان إنما الخطأ بطريقتنا بصيام رمضان، لابد من تهييئ أنفسنا فلا للحلويات المجهزة بشعبان والمخزنة ليصبح شهر شعبان شهر خراب للميزانيات.
رمضان شهر صيام للتنظيف
لابد وأن يبدأ رمضان بأقل وأبسط كمية أكل، فنحن طيلة الإحدى عشر شهر، ونحن في حالة تلويث لأجسامنا. وبالتالي لابد من إستغلال هذا الشهر المبارك للتنظيف.
لابد من الإستفادة من تجويع البدن، وأقلها التخلص من الغازات والإنتفاخات التي تعانيها الأمعاء من وراء النوم نهارا، والسهر والأكل المكثف ليلا.
والمنطق يقول، أن خمس الكمية التي كنا نستهلكها بأيامنا العادية، هو مايجب إستهلاكه بأيام صيامنا، ونحن لأسف قلبنا الآية . وصار مانصوم به أضعاف أضعاف ماكانت أجسامنا تتلوث به قبل الصيام.
وقد إنتشرت مؤخرا بالعالم مراكز كبرى غير إسلامية، برامجها العلاجية مبنية على صيام ثمانية أيام. هي تستفيد من صيام ثمانية أيام ، ونحن نصوم ثلاثين يوما ونزداد سوءا، هي تنبهت لدور الصيام ونحن مانزال غافلين عنه.
إنه شيء محزن حقا ! فلماذا 30 ولا نستفيد ؟ مع أن العلم اتبث أنه مستحيل أن تصوم رمضان كما ينبغي ولا تستفيد، بشتى أنواع الأمراض تبث مفعوله، إبتداءا من السرطان إلى أمراض القلب والشرايين.
وماذلك إلا لصومهم المراقب للجودة والكمية المدخلة، فكل تركيزهم على الماء النظيف والخضر الطازجة، وهمهم التنظيف بتجويع الجسم.
عكسنا نحن ، فشهر صيامنا هو لزيادة التلويت، وهو لقلة الفطنة شهر تخمة وبطنة، والمحزن حقا أن المهتمين المتخصصين بالمجال، بعد مقارنات بين صيام المراكز العالمية التجويعي، وصيامنا الإسلامي، اتبثوا موافقة الصيام الإسلامي لشروط سلامة الفرد.
عكس صيامهم المبتكر وماقد يصحبه من إنتكاسات، وتسير مراسيمه تحت المراقبة والأجهزة، عكس صيامنا الذي يصومه الشاب والشيخ، والمرأة والرجل، والسليم والمريض، ويمر يوم الصائم بلا مخاطر تهدده، وتستلزم تدخل طبي سريع.
ولمزيد من التوسع يمكنك زائرنا الإطلاع على المقارنة بين الصيامين من هنا.
خاتمة
فرمضان شهر صيامنا المبارك معجزة ربانية، تشريع من الخالق الخبير بمخلوقاته وماهو المفيد والأنسب لها، والنبيه من غالب نفسه وكبح جموحها، يقول الدكتور محمد الفايد :(ممكن أن تصوم بأبسط الأشياء، وتأكد أنه كلما نقصت كمية الأكل كان رمضانك جيد؛ ونفسيتك جيدة ).
فلنتقي الله، لأن التبدير والتضييع والإسراف ونصف الأكل بالقمامات تصرفات تحسب علينا، وسنسأل يوما عنها، قال عز وجل: (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم).
وهذا فيديو من قناة الدكتور الفايد باليوتيوب للمزيد من التوسع بالموضوع زائرنا .